( صرخة ندم )

موضوع: ( صرخة ندم ) 2009-02-20, 11:59 am

أنا فتاة أبلغ من العمر17 سنة أروي لكم قصة هدآيتي – أنا منذ ولادتي لم اسجد لله سجده ولم أكن اعرف الصلاة لان أبي وأمي لا يصليان فحينما أصبح عمري سبع سنين أرادت أمي أن تدخلني المدرسة ولكن أبي رفض وقال لإمي عن سبب رفضه فاقتنعت أمي بكلامه ولاكني كنت صغيرة ولم أبالي فلما بلغت التاسعة من عمري و كنت ذات يوم اللعب مع زميلاتي في الحي وكن يتحدثن عن المدرسة وقلت في نفسي لماذا لا اطلب من والدي أن يدخلني المدرسة مثل غيري من البنات أنا ماذا ينقصني ولم اعلم أن سبب منعة لي من المدرسة أنه لايريد أن اعرف شيء عن الإسلام فتوجهت مباشرة إلى المنزل وطلبت من أبي بدون مقدمات أن يدخلني المدرسة لكنه رفض وعارض بشدة وقال إن المدرسة لاتنفع وأنها ضياع للوقت وبدا بإقناعي بترك هذه الفكرة- ولكني كنت ابكي وأقول له أريد أن أتعلم مثل زميلاتي في الحي وتوجهت إلى غرفتي وبقيت ابكي ومرت الأيام وأنا أفكر بطريقة اقنع بها والدي – وفي يوم من الأيام رأيت أمي تبكي بكاء مراً فسألتها عن سبب بكائها فقالت لقد سقط أباكي على الأرض مغشياً عليه ونقل إلى المستشفى وادخل العناية المركزة وكان ذلك بسب كثرة تعاطيه المخدر عافنا الله وإياكم منة- وبعد أن أفاق واستعاد نشاطه طلب من الطبيب أن يسمح لنا بزيارته فاخبر الطبيب أمي بان الزيارة مسموح بها ففرحت أمي كثيرا فطلبت أمي مني أن اذهب معها ولكني مازلت غاضبة على والدي فألحت علي بالذهاب معها فقبلت فتوجهنا إلى المستشفى ودخلنا على والدي وكان الوقت المسموح به خمس دقائق فدخل علينا الطبيب وأمرنا بالخروج لان الوقت قد انتهى فقبل أن نخرج استوقفنا أبي وقال هل تريدان شيء فقلت نعم قال ماذا تطلبين قلت أن تدخلني المدرسة فقال اطلبي غير هذا فقاطعته قائلة ليس عندي طلب غيره فان لم تقبله فهذا دليل على انك لاتحبني فقال دعيني أفكر فاستبشرت خيرا وقبلت والدي وخرجنا وبعد يومين أيقظتني أمي وبدت على ملامح وجهها السرور فقلت ما الخبر ! لمى أنتي فرحة فقالت ياحبيبتي لقد اخبرني والدكِ أن أول عمل سيعمله بعد خروجه من المستشفى هو إدخالكِ المدرسة ففرحت كثيرا و حضنت والدتي وبدأت أبكي فقالت لماذا تبكين فقلت دموع الفرح يا أماه وأخيرا بدأ العام الجديد وفتحت أبواب المدارس وذهبت أول يوم وأنا فرحة ولكني كنت في نفس الوقت حزينة لنني في الصف الأول ابتدائي وصديقاتي الذين هم مثل سني في الصف الثالث ابتدائي فدخلت علينا المعلمة فبدأت تسألنا أسئلة خفيفة مثل من ربك مادينك مانبيك ولكنها كانت ثقيلة علي لني أول مرة اسمع مثل هذا الكلام ومرت الأيام وازداد حبي للمدرسة ، وفي الصف الخامس كنت واقفة عند باب المصلى وأراقب البنات ماالذي يفعلونه فأقبلت إلي معلمة الدين وقالت لماذا لاتدخلين وتصلين فتتعتعت في الكلام فقالت مابكي فقلت لا أعرف كيف أصلي فاندهشت من كلامي وقالت الم تتعلمي من والديكِ فقلت إن والداي لايصليان أصلا فتفاجئت معلمتي من كلامي ومسكتني وذهبت بي إلى غرفتها لتتحقق من الأمر وبعد أن تأكدت أخذت تتعاطف معي كأن أبي وأمي ميتان ولكن لا حاجت لي بهما لأنهما موجودان لجل الدنيا فقط فبدأت تعلمني عن الصلاة وعن عقابها وثوابها وعلمتني بقيت أركان الإسلام فأخبرت أمي ونصحتها فاستجابت أمي لنصيحتي فأخبرت المعلمة ففرحت فأصبحنا أنا وأمي نصلي ونصوم وبدأت علاقة أمي بالمعلمة تزداد فبدأت معلمتي تهديني الكتب والشرطة الإسلامية ولكن المشكلة الكبيرة هي والدي الذي مازال على ضلاله ويرتكب أشد المعاصي فبدأنا أنا وأمي و زوج معلمتي بنصحه ولكن دون جدوى وذات يوم بعد أن استعديت للمدرسة وكنت حينها في الصف الأول المتوسط جلست أقراء شيئاً من القران الكريم فإذا بي أسمع صوت أنين فذهبت أتحسس الصوت فإذا به يقودني لغرفة أبي وفتحت الباب ولكني ذهلت من شكل أبي كان ملقى على الأرض ورائحة الغرفة التي كانت مليئة بالمعاصي اقتربت من أبي وأنا ابكي لأني اعلم أنه يحتضر فجلست أفكر ماذا أفعل هل أخرج واتركه أم ماذا أفعل فتذكرت ماتعلمته من معلمتي عن تلقين المحتضر الشهادة فلقت قل يا أبي أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأكررها ولكن أبي عجز عن نطقها فامتلأت عيناه بالدموع وقال لي بنيتي حبيبتي اعرفها ولكني لا أستطيع أن أقولها فجلس يبكي وأبكي معه فقال سامحيني فقلت أبي أرجوك لاتذهب فقال قولي لأمك تسامحني فانتفض جسده وفارق الحياة فصرخت وقلت لاتذهب فما أسمع إلا صدى صوتي فعلمت أن أبي تركنا ولن يرجع وأنه مات ولم يسجد لله سجدة فصرخت صرخت ندم عليه ولكن بعد فوات الأوان .

الراوي : قريب للدبيخي وافتخر

موضوع: رد: ( صرخة ندم ) 2009-02-20, 1:18 pm

روووووووووعة
مشكور على الرواية
وونتضر إبداعاتك القادمة

موضوع: رد: ( صرخة ندم ) 2009-02-21, 12:57 am

شكرررا والراس كبر بكلامك وانتضر ابداعاتي القادمة بإذن الله